90 دقيقة من الحلم: كيف صنع كوفاتش عودة دورتموند العظيمة؟

90 دقيقة من الحلم: كيف صنع كوفاتش عودة دورتموند العظيمة؟

قبل شهرين فقط، كانت فكرة منافسة بوروسيا دورتموند على إنهاء

قبل شهرين فقط، كانت فكرة منافسة بوروسيا دورتموند على إنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل تبدو بعيدة المنال، ففي الجولة رقم 26 كان الفريق يحل في المركز 11 بفارق 10 نقاط عن المركز الرابع آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل.

الأمر بدا مستحيلًا حينها، ولكن الآن ومع استعداد دورتموند لحوض الجولة الأخيرة في الموسم، فهو يقف على بعد 90 دقيقة من ضمان التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، فكيف أنقذ المدرب نيكو كوفاتش الذي حل بديلًا لنوري شاهين ما ظنه الكثيرون موسمًا خاسرًا؟

تعديلات تكتيكية

في البداية كانت النتائج بطيئة في التحسن مع وصول كوفاتش، حيث خسر دورتموند 4 مباريات من 6 لقاءات خاضها في البوندسليجا، وترقب المشجعون مزيدًا من الإحباط الذي عانى منه الفريق في عهد شاهين، ولكن المدرب الكرواتي الجديد أظهر مرونة تكتيكية تميزه كواحد من أفضل المدربين في مجاله.

وأدرك كوفاتش ضعف فريقه عند اللعب بأربعة مدافعين حيث يتعرض للاختراق بسهولة ولا يتمكن من إيقاف التحولات، ليقرر سريعًا اللجوء إلى 3 مدافعين، وكان ذلك التغيير بمثابة الضربة القاضية، ففي مباريات الدوري الـ20 التي سبقت وصول كوفاتش استقبل الفريق ما متوسطه 1,7 هدف في المباراة الواحدة، وانخفض ذلك المعدل في المباريات الـ13 التي تلت ذلك إلى 1,3 هدف في المباراة الواحدة، بحسب الموقع الرسمي للبوندسليجا.

وفي الوقت الذي استقبل فيه دورتموند 9 أهداف فور فقدان الاستحواذ مباشرة تحت قيادة شاهين، لم يحدث ذلك إلا مرة واحدة تحت قيادة كوفاتش، ببساطة عندما يفقد دورتموند الكرة الآن يميل إلى إعادة تنظيم صفوفه والصمود في وجه العاصفة.

ومنذ تطبيق النظام الجديد، لم يعد دورتموند فريقًا من الصعب اختراقه وحسب، بل وبات يتمتع بكفاءة هومية أكبر أيضًا، ففي آخر 7 مباريات فقط حقق 6 انتصارات وتعادل واحد مسجلًا 23 هدفًا أكثر من أي فريق آخر في الدوري الألماني في تلك الفترة، كما سمح هذا التحول التكتيكي في توهج سيرهو جيراسي.

ويمر المهاجم الغيني بحالة رائعة مسجلًا 13 هدفًا في النصف الثاني من الموسم، منها 5 أهداف في آخر 4 مباريات، ولا يوجد لاعب ينافسه في عدد الأهداف المسجلة في النصف الثاني من الموسم، حيث يتأخر عنه هاري كين متصدر الهدافين بتسجيل 9 أهداف في تلك المرحلة من الموسم.

انظر أيضا:  محاضرة وفقرة فنية وخططية.. الزمالك يواصل تدريباته استعدادًا لبيراميدز في نهائي الكأس

ولا يعتمد دورتموند تحت قيادة كوفاتش على الهوس الخاص بالاستحواذ على الكرة الذي أراد شاهين بناءه، بل تحول إلى أسلوب لعب مباشر، حيث انخفض معدل استحواذه على الكرة من 59% إلى 54%، ولكن زدات فعالية الفريق بشكل كبير، وأصبح الفريق يتألق في التحولات المباشرة واستغلال المساحات بالتمريرات السريعة والدقيقة.

القتال

لا يقتصر تأثير كوفاتش في الجانب التكيتيكي وحسب، فالكرواتي نجح في غرس الروح القتالية في الفريق مطالبًا بالمزيد من الحدة في المواجهات الثنائية وبذل المزيد من الجهد في جميع أنحاء الملعب.

ولطالما كانت هذه هي الأساسيات مهمة لكوفاتش الذي سبق وأن قاد آينتراخت فرانفكورت للفوز بنهائي كأس ألمانيا على حساب بايرن ميونخ عام 2018، وقد عزز لاعبو دورتموند جهودهم لذلك، وأصبحوا يقاتلون من أجل مستقبلهم تحت قيادة المدرب الجديد.

وأصبح دورتموند الآن من أفضل الفرق في الدوري الألماني فوزًا بالثنائيات قطعًا للمسافات، وهذا دليل على الثقافة الجديدة التي غرسها كوفاتش.

وبالطبع النقاط لا تكذب، فتحت قيادة كوفاتش حصد دورتموند 25 نقطة من 13 مباراة، وهو نفس عدد النقاط التي حصدها الفريق في 20 مباراة تحت قيادة شاهين.

دراما اليوم الأخير

إذا نجح دورتموند في إنهاء الموسم في المراكز الأربعة الأولى، فستكون هذه هي المرة الثانية فقط في تاريخ الدوري الألماني التي يصعد فيها فريق من المركز 11 إلى الرابع في آخر 8 جولات، وكانت الحالة الوحيد من نصيب دورتموند نفسه في موسم (1993- 1994).

مقالات ذات صلة